المنتدى العام لأبناء ضاحية شويكة
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية 387foj3fb1z9
المنتدى العام لأبناء ضاحية شويكة
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية 387foj3fb1z9
المنتدى العام لأبناء ضاحية شويكة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شويكة - طولكرم - فلسطين
 
الرئيسيةضاحية شويكة التسجيلدخولأحدث الصور
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية Aa2a0cac55
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية 0930464863fa
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية 692f9968d4
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية 91705ccd5c
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية 06344d4f64f4
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية 08334d4d66f7
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية 0e374d4b65f307
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية 0e364c4862f10d
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية 0e35444862f607
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية 0e32444f67fa01
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية 18901ed0eb
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية 44d2b65501
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية 0202377d3e
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية B366e73e7c

 

 ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
رائد
صديق
صديق



عدد المساهمات : 13
نقاط : 37
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 19/04/2010

ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية Empty
مُساهمةموضوع: ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية   ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية I_icon_minitimeالخميس مايو 06, 2010 12:42 am

لا يبدو انه جاوز العقد الأول من عمره ، في وجهه الصغير آثار جروح قديمة ملتئمة تشي بكثرة العراك ، فبدت مثل الشوارع الخالية من المارة ، شعره مغبر وغير مصفف ، ثيابه ممزقة و متسخة كأنه لم يستبدلها منذ ولادته ، لا شيء يشير إلى انه اغتسل في يوم ما .. يقف منتصبا و كأن مسامير تثبته بالأرض ، مع اقترابي منه حدقت بقطع العلكة التي يبيعها ، نوعها رديء لا يشتريها سوى الفقراء ، نظراته عنيدة وشرسة ، فبدا كأنه يخيفني كي يجبرني على الشراء منه .. شعرت بان كل مخزون الشعب الفلسطيني من قهر تشعه عيناة المتمردتين الثائرتين . أعطيته ثمن قطعتين و لم آخذهما ، انفرجت أساريره و أصبحت نظراته وديعة ومسالمة ، كأنه اطمأن إلى قوت يومه ، لقد ابتعت ابتسامته ، ربما أنني أبعدت عنه شبح مجهول كان بانتظاره .. تابعت السير إلى صندوق الصراف الآلي التابع للبنك العربي في مجمع دعباس التجاري كي استلم راتبي الشهري ، وقفت في طابور طويل .. كأن الناس واقفون لاستلام ماء الحياة ، وقفت في الطابور ، أخذت قدماي بالتململ و النمنمة لطول وقت الوقوف ، لم اعد أرى في حياتي شيئا سوى راتبي الشهري .. يبدو أنني استبدلت به كل ما احمله من قيم و أمان ، وجدتني احدث نفسي المثقلة : راتبي الشهري هو معياري للحقيقة و به ازن الأشياء و المواقف .
جاء دوري .. استلمت الراتب و أدرت ظهري مبتعدا بضع خطوات ، وقفت أحدق بالسماء كي أتأكد إن كانت تعج بالذنوب ، أم هي صافية كالبراءة المقتولة في بيت الجنرال المفدى .. لا اعرف لماذا تثاقلت خطاي أمام الطفل بائع العلكة الذي باغتني بالقول : خذ هاتين القطعتين لأنك دفعت ثمنهما ، قلت له أنا لا أريد علكة أنما أردت ... قاطعني بتمرد : أنا لست شحاذا ، أنت تمسخني من بائع إلى شحاذ .. شعرت بأنني أهنته دون قصد مني ، مددت يدي و أخذت منه العلكة الرديئة و سألته بشغف : هل تذهب إلى المدرسة ؟ فقال : لا . لقد تركتها بعد الصف الثاني الابتدائي
سألته : لماذا تركت المدرسة ؟
قال : كي اعمل وأعيل نفسي
قلت : و اهلك لماذا لا ...
قال مقاطعا : بعضهم قتلتهم إسرائيل و البعض الآخر في سجونها
قلت :هل ستبقى كما أنت بائع علكة
قال : لا . انتظر أن أصبح شابا كبيرا
قلت متسائلا : لماذا ؟ و ماذا ستفعل عندما تكبر؟
قال : سوف أتحول إلى مقاتل
قلت : قد تقتلك إسرائيل قبل أن تكبر
قال : لا تفرق عند الخروف إن ذبح يوم العيد أو في يوم آخر
شعرت بان كل كلمة من كلماته بمثابة رصاصة تصيب هدفها ، من الأفضل للإنسان أن يرسم مسار حياته مهما كانت وجهتها بدل أن يرسمها له الآخرين . حدقت بجسمه الصغير و كأنني أعاينه .. و بدوره ثبت عينيه في وجهي كأنه يبحث عن صديق .. لا اعرف ماذا تقول هذه النظرات الثاقبة الخارقة ، و لكنها بلا ريب متمردة . تبسمت ، تركته وغادرت امشي بلا خطى محدثا نفسي بتوتر : انه أفضل مني ، لقد رفض النقود .. و يعرف ماذا يريد من الدنيا .
رأيته بعد مرور يومين أو ثلاثة قرب السوق .. اقتربت منه و سألته : هل تذكرني . أجاب : لا. شعرت وكأنه يقول لي : من تكون أنت حتى أذكرك .. أنت لست سوى شخص مخدوع يلهث وراء أوهامه .. أنت سراب .
ذكرته بما دار بيننا من حديث في ذاك اليوم .. قال : آه ، لقد تذكرتك .. و ما أن قالها حتى شعرت بان نابليون بونابرت يبتسم في وجهي - وجدت ضالتي - كان يبيع علكة من نوع آخر ، لكنها رديئة أيضا .. سألته : لماذا لا تبيع شيئا آخر ؟ فقال : لا املك رأس مال ، الناس تحب أن تلوك شيئا في فمها .. سألته : أين تنام في الليل ؟ أجاب : إما في المقبرة صيفا أو في بيت مهجور شتاء و أحيانا أنام أسفل شاحنة كبيرة .عرضت عليه أن يتقن صنعة ما ؟ فأبدا رغبته بتعلم الخراطة والحدادة .. و فهمت انه يريد هذه الصنعة بالذات كي يتقن صناعة الاسلحة وربما الصواريخ .. صرخت به : أنت لا تفكر إلا بالحرب والموت .. فقال : هم بماذا يفكرون ؟ ثم تابع : كي يتحرر الأطفال من بعدي .


بقلم /// رائد ابراهيم سعيد اكباريه
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
ثورة الجياع القادمة / رائد إكبارية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الأسرى المرضى/ رائد إكبارية
» أوراق إسرائيلية/ رائد إكبارية
» ترحيب بالعضو الجديد ( رائد) //// رائد ابراهيم سعيد اكباريه ( أبو ابراهيم )
» ياسر عرفات ثورة ونضال
» طفولة معذبة// بقلم :- رائد ابراهيم سعيدإكبارية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
المنتدى العام لأبناء ضاحية شويكة :: منتدى الابدعات الكتابية و الفنية لابناء ضاحية شويكة :: بقلم :- رائد ابراهيم سعيد اكباريه-
انتقل الى: