???? زائر
| موضوع: طفولة معذبة// بقلم :- رائد ابراهيم سعيدإكبارية الثلاثاء يناير 12, 2010 2:28 am | |
| يبدو أطفال أسرى طولكرم أكثر تحملا للمسؤولية التي باتت ملقاة على عاتقهم أثناء رحلة سفرهم لزيارة آبائهم داخل السجون الإسرائيلية بعد أن باتت سياسة (المنع الأمني) السبف المسلط على رقاب ذويهم التي تحرم الكبار من الزيارة. ويضطر الطفل عامر أسعد ذو العشرة أعوام إلى الإستيقاظ مع ساعات الفجر الأولى قبل بزوغ أشعة الشمس يلملم حاجياته وأغراضه التي سترافقه في رحلة شاقة أشبه بالمتاهة لوصول سجن جلبوع حيث يقبع والده الأسير أسعد سرحان الذي يقضي حكما بالسجن لمدة خمسة سنوات برفقة عائلات أخرى أفلحت بالحصول على تصريح زيارة ودخول إسرائيل. وعلى الرغم من حداثة سن هذا الطفل وأحلامه الوردية في حياة بريئة إلا أن ظروف الإحتلال فرضت عليه وعلى غيره واقعا أليما تجبرهم على توديع طفولتهم وألعابهم وتحمل المشاق والمسؤوليات لتحل مكانها الطرود الغذائية وتذاكر السفر ومرارة الحواجز والساعات الطويلة التي تصل إلى عشرين ساعة لرؤية آبائهم وأشقائهم دقائق قليلة عند بعد دون عناق , فالألواح الزجاجية اللعينة تفصل هذه الطفولة المعذبة عن الأب والأخ وتقف لهم بالمرصاد. وبات عامر ذو الوجه المليء بالبراءة على علم ودراية بالإجراءات المقيتة والعراقيل التي التي يخضع لها في كل زيارة للسجن ويحفظ عن ظهر قلب أسماء الحواجز العسكرية التي تمر عنها الحافلة التي يستقلها ونقاط العبور تماما كما يحفظ موعد كل زيارة قادمة للقاء الأحبة الذي حرم منهم وغيره من الأطفال الفلسطينيين . وفي حقيقة الأمر تعيش أغلب العائلات الكرمية ظروفا نفسية بالغة السوء بسبب حرمانها منذ فترات طويلة من الزيارة بسبب سياسة الإحتلال المعمول بها تجبر العديد منهم على إرسال أطفالهم بصحبة عائلات أخرى للزيارة من أجل الإطمئنان وتخفيف لوعة الغياب . وبات هؤلاء الأطفال يشكلون الحمام الزاجل بنقل الأخبار بين الأسرى وذويهم يرسمون البسمة والفرحة على وجوه طال غيابها وعائلات مشتاقة لرؤيتهم وإحتضانهم يزداد الشوق مع زيادة مرارة البعد. ولم تكن زيارة هؤلاء الأطفال إلى السجون هي الوسيلة الوحيدة للتواصل مع آبائهم فهناك العديد منهم دأب على مرافقة الجدة والجد والأم إلى مقر هيئة الصليب الأحمر الدولي للمشاركة في الإعتصام الأسبوعي الذي تنظمه لجنة أهالي الأسرى يحملون بين أيديهم
الصغيرة صورة الأب والأخ والشقيق أمام موظفي الصليب يرفعون أصواتهم عاليا جنب إلى جنب مع أهاليهم لإيصال يحلمون بعودة الفرسان . وتحولت زيارات هؤلاء الأطفال للسجون رغم المعاناة التي تلاقيهم إلى أشبه بالعيد لديهم ينتظروها بفارغ الصبر ويعدون لها حسابات كثيرة تبدأ من الحرص على لبس أجمل الثياب والتحضير لأجمل الهدايا التي قد يفلحون بإدخالها لآبائهم في واقع قلبه الإحتلال بات فيه الطفل يستعد لتقديم الهدايا للأب . الحاجة أم معروف من سكان المدينة والدة لأسير يحمل حكما بالسجن لمدة عشرين عاما محرومة من زيارته منذ ثلاثة سنوات تماما كزوجته ووالده تقول : نتضطر إلى إرسال حفبدي بصحبة إحدى العائلات لسجن الدامون لرؤية والده الذي يشتاق إليه ولا يتوقف السؤال عنه لإدخال بعض الحاجيات إليه وتخفيف من درجة المعاناة فالطفل يكبر مع مرور السنين ودرجة تعلقه بوالده تزداد ولا يكف السؤال عنه متى يعود لنا؟ ومع إزدياد حملة التصعيد العسكرية على طولكرم ومضاعفة أعداد المعتقلين تزداد في كل يوم أعداد الأطفال الذين أصبحوا بلا آبآء ينتظرون ويعدون الأيام لتحررهم يأخذهم خيالهم الواسع المشبع بالبراءة إلى أدق التفاصيل التي يحفظوها حول تلك الأيام التي سبقت إعتقال الأب نحو الدكان الذي كان يدخلوه بصحبتهم أو المدرسة التي كان يذهبون إليها برفقتهم أو أماكن التسلية واللعب في إنتظار فجر جديد نحو الحرية تبقى الطفولة الحالمة بلقاء الغالي. ====================================================== بقلم // رائد ابراهيم سعيدإكبارية 13/1/2010 |
|