admin المدير العام
عدد المساهمات : 808 نقاط : 2388 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 13/11/2009 العمر : 53 الموقع : https://shwaikah.ahlamontada.com
| موضوع: شباب تحت الشمس بقلم :- رامي مهداوي السبت ديسمبر 17, 2011 8:09 am | |
| نجح الاحتلال مش بس في سرقة الأرض، بل نجح في جعل أغلب الشباب وخاصة المتعلم منّا في أن يكون هدفه هو الهروب من الفضاء الفلسطيني، الكل بده يترك البلد، ومش بس يترك البلد، وبسب على اللي بده يضل في البلد. نادراً صرت أشوف حدا بحكي أنا ضايل في البلد، نادراً ما بسمع إنها بلدنا أحسن من أي بلد، الكل بفكر يطلع دبي، أوروبا، كندا... في ناس بدها تطلع أي مكان المهم تطلع من هالبلد. وكل ماله هذا الشعور بزيد بين الشباب وفي كل مناطقنا بالمدينة والمخيم والقرية، والكل مش مستوعب البلد. لما بحاول أقنع الشباب أصحابي في تغيير موقفهم، بردوا علي بكلمات وجمل أشبه بالعاصفة الرملية "احنا مش عايشين" "خلي وطنيتك الك" "لشو مهي البلد بطلت بلدنا" "ما في أفق... لشو انضيع وقت.. البلد خربانه" "لو فيها خير ما رماها الطير" "خلص يا أبو المهداوي بعناها براس مالها... مبروك عليهم" وفي كلمات أكبر من هيك احتراماً الك عزيزي القارئ ما راح أذكرها لأنها بتجرح كل فلسطيني. أي شي ممكن تخسره بإمكانك تسترده، الا الوطن وحب الوطن اذا خسرناه ما بنقدر انعوض هذا الشعور، الشعور بحب الوطن والبقاء في الوطن عم بقل بسرعة كبيرة، والأهم ما في خطوات اتعالج هذا الشي بشكل سليم، لدرجة في شخصيات بتقلل من أهمية هذه الحالة، فبحكوا هذه مش ظاهرة، وكأنهم ما بكشعوش ـ أي لا يبصرون ـ حقيقة الواقع. قبل فترة استقبلت اتصال من شاب صديق، بحكيلي بده خدمة مني، طلعت الخدمة اني أسفره على أي بلد في الدول الإسكندنافية، مفكرني صديقي رئيس الاتحاد الأوروبي، المهم حكيت معاه أكثر من محاولة، بس للأسف كان رده" أنا أعطيت للبلد من دمي ومن عمري... خلي غيري يعطي... انا مش لاقي مستقبل وما معي أصرف على أهلي". مش طبيعي رده، وما بقدر أحكي ولا كلمة بعد هيك معاه. وصديقي جاهز للسفر وبحكي أنا مش راح آخذ شي معي حتى جوازه الفلسطيني راح يمزعه لما يوصل أي بلد!!؟ أصبح الشباب يختار بين الغربة التي يعيشها في وطنه وبين الغربة الخارجية، ليختار المستقبل في الهجرة الى الخارج، أنا مش راح أذكر أسباب هجرة الشباب الفلسطيني أو كيفية طرق العلاج، أنا هون بدي أدق جدار الخزان، أدق جرس وزمور وطبل كافة المؤسسات المعنية في أخذ اجراءات عملية ومش بس مؤتمرات وورش عمل، لأنه تشريحنا ووصف الظاهرة معروف بدنا شيء عملي ومش صف حكي. في قضية بدي أثيرها كمان، إنه هناك بعض الشركات السياحية وحتى أفراد بعملوا بشكل فردي على تشجيع وتسهيل معاملات هجرة شبابنا وبتم كسب مال من الشباب وفي بعض الأحيان بتم تزوير بعض المعاملات وخداع جزء منهم، مع الأخذ بعين الاعتبار بكون الشاب مجمع مال عشان السفر بطريقة ما بعلم فيها إلا ربنا. بعرف انه وضعنا بختلف عن باقي الدول العربية من حيث أسباب هجرة الشباب، وانه الاحتلال بلعب دور أساسي، بس احنا لازم انقوم بواجبنا في فتح كافة الآفاق المختلفة، وضخ دم الشباب في شريان الوطن، لأنه الوطن لازم يكون عامل جذب مش طرد لشبابنا، والكل بتحمل المسؤولية مش بس السلطة الوطنية الفلسطينية. صراعنا مع الاحتلال هو صراع البقاء على هذه الأرض، والصراع متمثل في توفير الاحتياجات الأساسية اللي الكل بعرفها للشباب، على أي حال لازم نعمل نهضة تنموية للشباب والخروج من حيز التوصيات الى حيز العمل في الميدان الفلسطيني وتفجير الطاقات الشبابية في كافة الميادين العملية، وتطوير الآفاق بما يخدم الوطن قبل المواطن. وكمان أنا في هالخرم مش راح أذكر نسب وأرقام، لأنه احنا عبارة عن أرقام دون علاج، والأخطر من هيك موضوع اللاجئين الفلسطينيين، وفكرة تهجير اللاجئ ودمجه في المجتمعات الأخرى، يعني المواضيع صعبة، ومش سهل تناولها لا في خرم ولا في بحث. أكيد شبابنا المهاجر العربي والفلسطيني سرعان ما يألف أجواء الحرية السائدة فى الغرب بعيدا عما هو سائد فى بلدانهم من كبت وفساد وقمع للحريات... الخ، وراح يعرفوا إنه عملهم فى بلد المهجر يندرج ضمن مساهماتهم فى رفع مستوى المعيشة لأهاليهم بشكل خاص وفي بلدانهم بشكل عام، لما يبعتوا أموال إلى أهلهم. الهجرة الها ثمن، والثمن ممكن يعتبره البعض ايجابي والبعض الآخر سلبي. باعتقادي ـ ويا ربي أكون غلطان ـ إنه الخزان في رواية غسان كنفاني "رجال تحت الشمس" أصبح الوطن اللي بنعيشه، ومش قادرين اندق الخزان لأنه في كل الأحوال مخنوقين سواء بداخل أو بخارج الخزان!!؟.
Mehdawi78@yahoo.com | |
|