admin المدير العام
عدد المساهمات : 808 نقاط : 2388 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 13/11/2009 العمر : 53 الموقع : https://shwaikah.ahlamontada.com
| موضوع: محاربون على أسوار القدس الأربعاء مارس 17, 2010 5:22 pm | |
| محاربون على أسوار القدس
طوبى لهم هؤلاء الذين ظاهروا على الحق، وجاهدوا على أسوار القدس واكناف القدس في حربي 1948 و 1967. طوبى لهم أهلنا، فقد كانوا خرجوا من بيوتهم في اربد والرمثا ومعان والكرك والغور قاصدين الشهادة في أرض الرباط التي بارك الله فيها وحولها. استظلوا رايات الجيش العربي المصطفوي وسجلوا في تاريخ هذه الأمة فصولا من الضياء والغضب الساطع. منهم من فاز بالشهادة ومنهم من ينتظر ويحدثنا اليوم عن رحلته تلك، الى الجنة. يرحمه الله استاذنا الكبير سليمان عرار. فمن موقعه على رأس (الرأي) هذا المنبر الوطني العالي كان قالها «كلنا فلسطينيون من أجل فلسطين، وكلنا اردنيون من أجل الأردن». ومن هذا المنبر نفسه نستحضر اليوم وبالتفاصيل، ذكريات أهلنا الذين خاضوا في فلسطين، أرض التين والزيتون واولى القبلتين، حربي الدفاع عن بلد اليقين. فيهما سجلوا بطولات لم تأخذ حقها من التوثيق ومن الاضاءات الانسانية المجلّله بالفخر والثواب. في مثل هذا اليوم من كل اسبوع، ستكون لنا هنا إطلالة عزّ نستحضر فيها ذكريات أهلنا الذين شاركوا في حربي فلسطين 48 و 67 ... نجلس في حضرتهم ونستمع لهم ونجدد معهم أحاسيس البطولة في زمن نأمل ان لا يطول قحطه.
اللواء المتقاعد عبد خلف النجادا قائد فصيل «فئة» في كتيبة الملك عبدالله السابعة للمشاة
خنادق شهداء جيشنا وأضرحتهم في القدس ونابلس تروي قصص ملاحم بطولية لرجال قدموا أرواحهم في سبيل الكرامة
ملك يوسف التل - ولادته في ماعين عام 1944 ، ودراسته في مادبا حتى الثانوية العامة، وفي عام 1964 انتسب اللواء المتقاعد عبد خلف النجادا مباشرة للقوات المسلحة الاردنية كتلميذ عسكري في الكلية العسكرية، وكان قد مارس كل الوظائف العسكرية من قائد فصيل الى قائد فرقة حتى مفتش عام للقيادة العامة للقوات المسلحة، وفي عام 1999 تقاعد برتبة لواء بعد خدمة مشرفة استمرت على مدار 35عاما. وفي عام 2005الى 2007 عين عضوا في مجلس الملك الخاص. سألته ..لماذا السلك العسكري ؟ في وقتنا كما هو الآن ما زال الجيش مطلب اعتزاز لكل اردني ، ومنذ بداية حياتي احببت الانضمام للقوات المسلحة عندما كنت وزملائي نرى الضباط والأفراد عائدين من وحداتهم لقضاء اجازاتهم بين الأهل فكنا ننبهر بمظهرهم وقيافتهم وزيهم العسكري الجميل ، كنا نراهم رمزا ومثالا يقتدى به وهم يسيرون واثقين الخطوة باعتزاز وهيبة وهيئة ولطالما تمنينا ان نتمثل بهم وبمعنوياتهم وكبريائهم ، وانتمائهم للوطن والعشيرة حتى حقق الله لي ما تمنيت.وبسهولة جاء كل شيء . بعد الانتهاء من الثانوية العامة ذهبت لمقابلت اللجنة وكان رئيسها عكاش الزبن يرحمه الله ومن أعضائها اذكر محمود الكردي. كان التنافس كبيرا جداً ، شباب من الضفتين الغربية والشرقية حيث وصل عددنا الى ما يقارب ثلاثة آلاف شخص. من الدورة الخامسة كنا 70 شخصا وكنت واحدا من ضمن الـ70،وعندما دخلت الكلية العسكرية كان معي من الزملاء الأوائل والمبدعين في الدورة الخامسة الدكتور معروف البخيت رئيس الوزراء الأسبق . دخل مباشرة إلى سلاح الجو واشترك في العمليات العسكرية من أول يوم تخرجنا فيه عام 1966، وكان موقعه في إدارة العمليات. وقد ذكر لي في احدى جلساتنا عن دوره في السيطرة والإبلاغ والتنسيق مع طائرات سلاح الجو. ومن ضمن الزملاء أيضاً كان اللواء المتقاعد محمد العبادي مدير عام مؤسسة المتقاعدين حاليا واللواء المتقاعد أحمد اللوزي، واللواء المتقاعد خليل سليمان يرحمه الله وعدد آخر من الزملاء ، منهم من توفاهم الله ومنهم ما يزال على قيد الحياة اطال الله في عمرهم. اخترت المشاة في كتيبة الملك عبدالله السابعة ما السبب.. وأين كان موقعها في الـ67؟ بعد تخرجي في شهر كانون الأول من عام 1966، التحقت بالكتيبة السابعة، وكان قائد الكتيبة عوض عودة، وموقع الكتيبة كان في منطقة طولكرم في الضفة الغربية وهي كتيبة عريقة تشكلت قبل عام 1948، وكانت منتشرة على منطقة واسعة من جنوب جنين حتى جنوب قلقيلية. والذي جعلني أختار المشاة كما بدا في سؤالك انه قبل تخرجنا من الكلية العسكرية تم توزيع استبيانات على الطلبة لتعبئتها بالمكان الذي يرغب كل واحد منا الالتحاق به إن كان في الدروع أو المشاة أو المدفعية أو الهندسة أو اللاسلكي أو سلاح الجو، واذكر اننا بعد التخرج كنا قد قمنا بزيارة للواجهة الأمامية ، فرأيت وضع المشاة في الأمام وكيف كانوا في وضع رائع ملفت للنظر .. احببت ما كانوا عليه . الجنود معنوياتهم عالية والضباط كذلك، ومن ثم قادة على مستوى الملازم لوحده بفصيلته مستقل فيها يمارس قيادته باعتزاز، فعندما عدنا وجاء دور تعبئة الاستبيان، وكان يجب على كل فرد منا اختيار ثلاث أولويات، فكتبت أولوياتي : الأولى مشاة والثانية مشاة والثالثة مشاة، فجاء نصيبي أن أتخرج واكون في الكتيبة التي رأيتها خلال زيارتنا للواجهة الامامية وهي كتيبة الملك عبدالله السابعة للمشاه كما وكان نصيبي الذهاب قائد فصيلة « فئة» في نفس مدينة طولكرم على الحدود، هذا كان في عام 1966. بعدها انتقلت من فصيلتي إلى فصيلة ثانية في قرية شويكة شمال طولكرم.
«لنبدأ من حيث انتهيت فصيلتك في حزيران 67
قبل بداية المعركة وكان ذلك في شهر آذار ذهبت في دورة أسلحة خفيفة في مدرسة المشاة في الزرقاء استمرت حتى قبل حرب الأيام الستة بيوم واحد عندما بلغنا بالغاء الدورات والعودة إلى وحداتنا، فمؤشرات الحرب كانت ظاهرة ,والوضع السياس يتفاقم , عندما اغلق الراحل جمال عبدالناصر الحدود وذهب الملك الحسين يرحمه الله إلى مصر لتوقيع اتفاقية الدفاع المشترك، وعودة جلالته وبرفقته القائد عبدالمنعم رياض واصطحاب جلالته للشقيري، كما وان المصريين أرسلوا كتيبة كوماندوز «صاعقة» لتدخل من الأراضي الأردنية كما وتم حشد القوات المصرية في سيناء، كل ذلك كان قبل الحرب بأيام معدودة وهي مؤشرات تدل أن الحرب وشيكة لا محال، لأجل ذلك وفي نفس الليلة عدت وفارس حدادين وهيكل منصور الزبن يرحمه الله الى مادبا لنودع الأهل والالتحاق بالكتيبة وكان موقعها شرق قلقيلية، وقد بلغت الذهاب إلى فصيلتي في شويكه وكنت حينها برتبة ملازم. مع الطريق تعرضنا لقصف مدفعية العدو ومن شدة القصف انقلبت السيارة فينا، وجرح من جنودي 15جنديا ولأن الطريق كانت مقطوعة، بقينا ننتظر وصول احدى سياراتنا، فمر مساعد قائد الجيش سعيد مرالة وأرسل سيارة لتأخذنا والتحقت بفصيلتي، لكنني لم أستطع الدخول إلى طولكرم للذهاب إلى شويكه، فتحدثت مع قائد السرية فأخبرني الذهاب الى قرية فرعون جنوب طولكرم وكانت الحرب مستمرة، وكان الوضع في قرية فرعون هادئا ولا يوجد أي إطلاق نار، كان أمامي الإسرائيليون منتشرون ويقومون بعمل تحصينات، و فتحت وجنودي النار على الإسرائيليين فردوا علينا برماية مدفعية وهاونات. في اللحظات الأولى من المعركة ..بماذا فكرتم .. بالموت و هل حصل وبادرتم التحرش بالعدو ؟ الموت لم نخشاه ولم نحسب له حسابا ابدا ، عقيدتنا كانت وما زالت قوية والمعنويات وروح القتال وامنيات الاستشهاد في سبيل الله والحق كان سقفها السماء .. كنا مندفعين حتى قبل بدء المعركة بأشهر وتحديدا في شهر شباط من عام 1966 عندما حصلت حادثة لها دلالة كبرى على معنويات الجنود وتحمسهم باشتباك بيننا وبين الإسرائيليين وكان سببه أحد جنودي عندما رآى الجنود الاسرائيليين قريبين من الحدود ومن مرمى بندقيته أطلق النار عليهم فقتل اثنين ومن ثم اتصل ليخبرني بأن الإسرائيليين هم الذين أطلقوا عليه النار، وكضابط حديث قلت بما أنهم أطلقوا عليك النار فقم بالرد عليهم، واستمر الاشتباك وبعد ذلك جاءتني تعزيزات وجاء للإسرائيليين تعزيزات ايضا واستمر الاشتباك من الساعة الثامنة صباحاً ولغاية الثانية بعد الظهر حتى جاءت هيئة من الأمم المتحدة وأوقفوا إطلاق النار. مَن مِن الجيوش العربية ساندتكم في حزيران لـ67 ؟ كنت قد رأيت الجيش العراقي بعد أن قطعنا النهر، وكان هناك عدد كبير من سياراته مدمرة فلم يتمكنوا من قطع النهر، كما القوات المصرية أرسلت كتيبة صاعقة لتدخل الضفة الغربية، ونسقوا بالامام وجاءوا مع الوحدات العسكرية لكن لم يحدث تنفيذ، فهذه الوحدات العربية التي كانت.اما بالنسبة الى الجيش السوري فقد اشترك عن طريق جبهتهم. وماذا عن اسرانا وأسرى العدو؟ لم نأسر احدا من الجيش الاسرائيلي ،. لم يكن هناك إحصائية، فالجبهة الغربية كانت سبعة ألوية، من ضمنها ثلاثة أو اربعة ألوية من ألوية الحرس الوطني، والحرس الوطني كان يضم أبناء القرى والمدن الفلسطينية في الضفة الغربية وهم الذين تجندوا وشكلوا حرس وطني. وفي عام 1965حولوه إلى جيش نظامي، منهم لواء القادسية ولواء حطين ولواء خالد، فعندما حصلت حرب الأيام الستة فالمحارب الذي فقد لا نعلم إن كان قد عاد إلى أهله أم تم أسره أم استشهد. « كيف كان تعامل كبار الضباط معكم .. هل شعرتم بتميزهم في ساحة المعركة وكيف كانت معنوياتكم؟ كنا جميعا في خندق واحد نساند بعضنا البعض، والعدو قبل الصديق يعرف عن قوة وععنفوان الجيش العربي الاردني وعن خلقه وانضباطه واندفاعه وحماسته وبكل فخر اقول ان اروع واسمى ما في الخدمة العسكرية الاحترام الذي يجمعنا ضباط وجنود بغض النظر عن الرتب العسكرية. فما نتعلمه في المدرسة العسكرية لا يمكن ان يتعلمه المرء في اي مدرسة أو جامعة .. جميعنا سواسية ويعرف ما له وما عليه دون تخطي اي من الحواجز . لكل فرد منا واجب وعليه مسؤولية وحقوقه مصونة دون ان يتجاوز حقوق الآخرين .. كل خطوة في السلك العسكري مدروسة ومحسوبة في الميزان ، وميزان قواتنا المسلحة عادل سواء كنا في الحرب ام في السلم واذكر على سبيل المثال في حرب الـ 67 ولم نكن حينها في حالة حرب عندما حضر لموقعنا قائد اللواء تركي بعارة بكل تواضع جاءنا من مركز قيادته شرق نابلس، وأعتقد أنه كان يوم جمعة، فسألني: ماذا لديكم للأكل؟ فأخبرته بأنه لا يوجد شيء في المطبخ سوى الخبز والبرتقال.. فقال: ائتوني بما لديكم . ضربت هذا المثل لأجيب عن سؤالك المتعلق بتعاملنا كأسرة واحدة كقادة وافرادا مما لا يتعارض او يؤثر على واجبنا وانضباطنا أو تعليمات القادة والمسؤولين في كل وقت ومكان وزمان. أما المعنويات فكانت في القمة والانتصارات كثيرة فالجيش العربي الاردني بجنوده وضباطه وهي حقيقة لا ريب فيها من اكثر الجيوش العربية ان لم يكن اكثرها تعليما وتدريبا وطاعة وتنظيما. واكثرها قدرة ومعرفة في فنون الحرب والنضال. وهو الجيش الذي كان اقرب الى ميادين القتال في الحرب من اي جيش آخر وتروي خنادق شهداء الجيش العربي وأضرحتهم في القدس ونابلس وغيرهما قصص ملاحم بطولية لرجال قدموا أرواحهم في سبيل الارض والكرامة. أسماؤهم نقشها التاريخ على صفحات المجد لتحفر في ذاكرة المكان حكاية الوفاء للارض وثراها الطهور . فمن جبل المكبر الى تل الذخيرة ومن حي الشيخ جراح الى تلة الرادار، يرقد شهداء الجيش العربي الاردني في القدس وسائر أرجاء الضفة الغربية، اولئك الذين خاضوا «حربي 48 و67 « برجولة مقبلين غير مدبرين بعقيدة وايمان لا يخشون عدة العدو ولاعدده ولا تفوقه بالامكانات . استبسلوا وقدموا النفس فداء للوطن فكانت الخنادق بالنسبة لهم «بداية النصر أو مرقد الشهادة « مؤكداعروبة المكان والحق العربي به. ما اكثر المشاهد التي أثرت في نفسيتكم اثناء المعركة؟ كمحاربين كنا نتوقع كل شيء ونتقبل كل شيء ومستعدين لكل شيء حتى المصاب برصاص العدو بغض النظر عن اصابته كان يقاوم جرحه وألمه وهو مستمر في القتال لكن لا يمكننا ان ننسى آثار ما كان يقوم به العدو باستخدامه سلاحا محرما دوليا في عدة اماكن كنا نسير منها ليثير الرعب في نفوس الجنود، على طول الطريق كنا نشاهد هياكل من الآدميين فهذا الجندي سائق دراجة الذي رماه العدو بالسلاح المحرم الذي يصهر أي شخص يصيبه، ولا يبقى منه إلا العظم، فهذه من أحد المناظر المؤلمة التي تقشعر لها الأبدان. ماذا بعد عودتكم لوحداتكم ؟ حسب الأوامر التي تلقيناها أن نتجمع في خو، فاتجهنا من صويلح باتجاه خو وتجمعنا بهدف إعادة التنظيم، ثم أعادونا لنستلم قوات الحجاب على النهر، وكان ذلك في شهر آب عندما بدأنا بتدريب الجنود على اللياقة البدنية والصاعقة ، فكانت مهمتنا كضباط صغار مهمة صعبة بأن نكون على تماس مع جنودنا لتدريبهم ، بعد ذلك استلمنا الحجابات الأمامية ، فالاشتباك والتماس مع العدو كانت خطة جيدة جداً اعادت المعنويات للجنود، فأصبح هناك إعادة تنظيم وتم تغيير بعض القادة وحصلت بعض التشكيلات وكان أول اشتباك عندما انتقلت من الكتيبة السابعة إلى الكتيبة الخامسة وكان قائدها محمد سعيد العجلوني، وكان رجلا شجاعا وجريئا، فحصل أول اشتباك في شهر 11 مع الاسرائيليين من الضفة الشرقية وقد أسقطنا فيه طائرة للإسرائيليين في مخيم اللاجئين غرب الشونة عند مصنع البطاريات العام، وقد ذهب محمد سعيد العجلوني يرحمه الله وأتى بالطيار الإسرائيلي قتيلا، كما وقتل غيره من جند العدو وحصل تسليم للجثث، وهذا مارفع من معنويات الجنود في اشتباكات حرب الاستنزاف التي جاءت ما بين عامي 67 و68 وهي فكرة استراتيجية ومهمة جداً للجندي العربي بشكل عام وتعتبر من افضل ميادين التدريب. « هل حدث تطوير على الاسلحة والتدريب بعد حرب الـ 67؟ نعم حدث تطوير بكل شيء فالسلاح أصبح متقدما أكثر، وايضا التدريب اختلف ، لكن لم يتساوى السلاح العربي مع السلاح الإسرائيلي على المستوى التكنولوجي، الا ان الجندي العربي أعاد معنوياته وقوته وثقته بنفسه ، ومن ثم عرف معنى الحرب وكيف يحارب، وتم توفير كل ما يحتاجه الجنود. ومن خلال حرب الاستنزاف كانت فكرة رائدة بتبنى الجيش الاردني إدخال دوريات من عندنا على الإسرائيليين، وكانت باعداد محدودة وليس كدوريات الجيش المصري التي كانت على مستوى كتيبة وأحياناً أكثر.. فكنا ندخل داخل الأراضي المحتلة وتكلف الدورية بمهام بسيطة كالتنصت على اتصالات العدو الأرضية، وزرع الالغام، وأتذكر قائد لوائنا محمد البشير عندما شكل سرية صاعقة غير رسمية بقيادة اللواء من مهامها دخول الضفة الغربية. وفي أحد الأيام دخلت السرية وكنت مع محمد سعيد العجلوني يرحمه الله على نقطة المراقبة، فدخلت دورية من الكتيبة الخامسة بنفس فصيلة الصاعقة، واكتشفها العدو وفتح عليها النيران، ومن ثم بدأت طلقات الإنارة وتم قطع الاتصال مع الدورية، فأخبرني بأننا سنذهب إلى النهر لنرى الدورية، كنت حينها ، «قائد سرية» لبيت الأمر لكن الخوف ان تطلق دوريتنا النار علينا دون معرفتنا، ولأنه رحمه الله كان شجاعاً جدا طلب مني ترك الجنود والذهاب معه، وكان يحمل «لوكس» يدوي، وعندما وصلنا النهر لم نجد الدورية، وبعد طلوع الشمس خرج قسم منّا والقسم الآخر كانوا قد استشهدوا داخل الضفة الغربية، وعندما جاء القائد محمد البشير اخبر قائد السرية وقائد الكتيبة باحضار الشهداء، لكنهم لم يستطيعوا. ذكرت ذلك لما كان لارسال الدوريات من اهمية لمعنويات الجيوش. « وماذا عن مشاركتك في الكرامة 68 ؟ في معركة الكرامة كانت كتيبتي ترابط عند جسر الملك الحسين وجسر أم الشرط وكان قائدها آنذاك المقدم الركن محمد سعيد العجلوني . فعلياً لم اشارك في معركة الكرامة حيث كنت في دورة عسكرية لدى أحد معاهد القوات المسلحة إلا انه لا يمكن الفصل بين النواحي الإستراتيجية والسياسية والامنية عن النواحي العملياتية في المعركة. في الكرامة حققنا النصر بهمة وتضحيات الجيش العربي الأردني .. وفي الكرامة خسرت اسرائيل وانسحب جيشها بعد ان كانت قد خاضت حروبا على ثلاث جبهات وكبدت ثلاثة جيوش عربية خسائر فادحة لتأتي معركة الكرامة بجعل قواتها ولأول مرة في تاريخها تنسحب تحت الضغط والقصف وحجم الخسائر وتترك معداتها وآلياتها في ارض المعركة. وباعتراف من جنرالات إسرائيل في وقت لاحق بان خسائرهم فاقت ثلاثة أضعاف ما خسروه في حرب الـ 67على الجبهات العربية الثلاث كما أكد احد القادة الميدانيين الإسرائيليين انه خسر كل دباباته التي شاركت في المعركة. | |
|