قوات الاحتلال تبدأ في طولكرم حملة «البيت النظيف» وتدمر في شويكة منزل مدبر عملية «كيبوتس ميتسير»

كتائب شهداء الأقصى المسؤولة عن الهجوم .
صادق رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون الليلة قبل الماضية على حملة عسكرية كبيرة جديدة تحمل اسم «البيت النظيف» ضد مدينتي طولكرم ونابلس شمال الضفة الغربية في محاولة للقضاء على قواعد كتائب شهداء الاقصى ـ الجناح العسكري لحركة فتح المسؤولة عن عملية ميتسير الاخيرة داخل الخط الاخضر، التي قتل فيها 5 اسرائيليين في المنطقة. وجاءت المصادقة في اجتماع أمني عقد في كيبوتس ميتسير حضره وزير الدفاع شاؤول موفاز، ورئيس هيئة الأركان العامة موشيه بوغي ياعلون ورئيس المخابرات العامة «الشاباك» آفي ديختر ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، موشيه كابلنسكي وقائد الجبهة الداخلية، يوسف مشلب.
في غضون ذلك أعلنت الشرطة الإسرائيلية عن حالة تأهب قصوى في المنطقة الوسطى بمحاذاة الخط الاخضر شمال الضفة الغربية. واعلنت حالة التأهب عقب تلقي أجهزة المخابرات الإسرائيلية تحذيرات تفيد بعزم مسلحين فلسطينيين التسلل من المناطق الفلسطينية إلى إسرائيل لتنفيذ عمليات تفجيرية. ونشرت الشرطة قوات كبيرة من كوادرها وقوات من حرس الحدود بمحاذاة الخط الاخضر، كما قامت بنصب حواجز شرطية على الطرقات الرئيسية.
وكانت قوات الاحتلال قد بدأت حملتها العسكرية امس في منطقة مدينة طولكرم القريبة من ميتسير المتاخمة للخط الاخضر بينما تعزز من وجودها حول مدينة نابلس وفي بعض مناطقها التي لا تزال تخضع لسيطرة قوات الاحتلال. وتوقع مواطنون تحدثت اليهم «الشرق الاوسط» ان تعيد القوات الاسرائيلية احتلال المدينة في اي لحظة. وكما قال المواطنون فان الاحتلال هذه المرة سيختلف عما كان عليه في المرات السابقة، اذ سيجري تقسيم المدينة الى مناطق معزولة تخضع كل منها بعيدا عن وسائل الاعلام، لعمليات تفتيش واعتقال وهدم منازل وحملات مداهمة وتصفيات ان دعت الضرورة على غرار ما حصل في مدينة جنين في غضون الاسابيع الثلاثة الماضية.

وفي طولكرم قال محمد تايه (ابو اسعد) ان قوات الاحتلال دخلت مخيم طوكرم الواقع في شرق المدينة وبدأت حملة تفتيش بحثا عن مطلوبين. وقال ابو اسعد إن دبابة ترافقها قوات من المشاة توغلت صباح امس في المخيم حيث بدأت بعمليات تمشيط. لكن نشطاء الانتفاضة اختفوا عن الانظار تحسبا للعملية حسب قوله. واضاف ان قوات الاحتلال اطبقت الحصار على المدينة من جميع الجهات وتفرض عليها حظر تجول لكن الناس لا يلتزمون به ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي ويلاعبون قوات الاحتلال لعبة القط والفأر. وحسب ابو اسعد فان «الاحياء التي تخلو من دبابات الاحتلال تعيش حياة طبيعية جدا وتختفي الحياة مع ظهور الدبابات لتدب في منطقة اخرى انسحبت منها تلك الدبابات».

واقتحمت قوات الاحتلال تساندها الدبابات والجرافات فجر امس قرية شويكة التي تعتبر الضاحية الشمالية لمدينة طولكرم، وفرضت عليها حظر التجول قبل ان تهدم منزل محمد ابراهيم نايفة الملقب بأبو ربيعة احد كبار نشطاء كتائب الاقصى الذي تتهمه بالوقوف وراء عمليتي «ميتسير» و«حرميش».وقام جنود الاحتلال بتفخيخ المنزل الذي يتكون من طابقين بالمواد الناسفة قبل تفجيره. وادى الانفجار الى الحاق اضرار كبيرة بالمنازل المجاورة. ويتصدر اسم ابو ربيعة قائمة المطلوبين لسلطات الاحتلال وفشلت في اعتقاله اكثر من مرة سواء في بلدته شويكة او في طولكرم. وسلم ابو ربيعة في يناير (كانون الثاني) نفسه لجهاز المخابرات الفلسطيني في طولكرم ونقل الى رام الله برعاية وكالة المخابرات المركزية الاميركية (سي آي ايه) وضمانات من اسرائيل بعدم المساس به اثناء عملية نقله حسب قول مسؤول في جهاز المخبرات لـ «الشرق الاوسط». واضطر جهاز المخابرات الى الافراج عنه خلال حملة السور الواقي في ابريل (نيسان) الماضي قبيل محاصرة السجن الذي كان موجودا في مجمع المقاطعة الذي يوجد فيه مقر الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات. وفي يوليو (تموز) الماضي حاصرت قوات الاحتلال عمارة في رام الله قريبة من مقر عرفات تقطن فيها اسرة ابو ربيعة، بالدبابات وقصفتها بالصواريخ اعتقادا منها بوجوده داخل شقته. واعتقلت قوات الاحتلال ناشطين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في قرية رامين الواقعة الى الشرق من طولكرم، كما اعتقلت ثالثا في قرية العطرة.