استقراء واقعي للثورات العربيةبقلممروان عبد الله محمد عبدهفلسطين06/03/2011 أن حالة التشكيك في الأهداف الحقيقة وراء اندلاع الثورات العربية في أكثر من قطر عربي لها ما يبررها في بعض الجوانب وتحديدا عندما نقرأ بواقعيه التدخلات الخارجية في لعبة التغيرات الداخلية فأمريكا وإيران اللتان أظهرتا اهتمامها الكبير ودعمهما الواضح والملموس لكل ما يحدث في الوطن العربي تدعونا كمؤثرين ومتأثرين من الوقوف على كافة التفاصيل ودراستها واستخلاص العبر منها وتقيم الأمور بواقعية وعقلانية بعيدا عن العواطف الساذجة وبالمقابل من الحكمة أن نعمل على استغلال ما يحدث لصالح قضايانا الوطنية والقومية والاجتماعية ومن هنا نلمس بشكل جلي أن ثورة الشباب العربي قامت على أسس مشروعه وعادله في بعدها الاجتماعي والإنساني والوطني فالشاب العربي يطمح ويحلم بالحصول على حقوقه الإنسانية والاجتماعية والوطنية و يطمح إلى الكرامة والعزة وهذا ما لم يجده بشكل نسبي في ظل الأنظمة العربية التي قادته لحقبه طويلة من زمن فلقد سعت هذه الانظمه إلى طمس طموحات الشباب ومارست الظلم والفساد وجعلت الشعوب تعيش في حاله من اليأس حتى أصبح واقع الحال أن الشعوب موجودة وتعيش فقط لخدمة الأنظمة وليس العكس ... إذن الثورة عناوينها واضحة وهي الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة والعزة ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل هذه الثورات وهذه العناوين وهذه الأهداف ترضي القوى المهيمنه ونخص بالذكر أمريكا حليفة إسرائيل في الشرق الوسط , بالتأكيد الجواب لا ولكن لماذا أمريكا دعمت بشكل قوي هذه الثورات وتخلت عن الأنظمة التي كانت حجر شطرنج بيدها بشكل مباشر أو غير مباشر والجواب هنا أمريكا تعاملت بواقعية مع مجريات الأمور وأدركت بشكل جلي بأنها لن تتمكن من الوقوف أمام هذه الثورات وأدركت بأن دعمها لهذه الأنظمة لن يجدي نفعا وعليه فقد لجأت إلى أسلوب ممارسة الدهاء السياسي من خلال دعمها لهذه الثورات كما فعلت في دول الاتحاد السوفيتي المنحل وذلك بإتباع نهج ما أطلقت عليه في حينه باسم الثورات البرتقالية وذلك من خلال زج واستقطاب عدد من عملاء التأثير في الشارع العربي التابعين لها لقيادة هذه الثورات من خلال تبني الشعارات التي ينادي بها الشباب الثائر وبهذا الشكل تتمكن أمريكا أو بالأحرى سعت من خلال ذلك إلى السيطرة على الأمور ووضع سقف لهذه الثورات بحيث لا يصل هذا السقف إلى حد الوحدة العربية التي بالتأكيد ستشكل خطرا كبيرا على وجود إسرائيل في الشرق الأوسط وستشكل قوة عظمى قد تنافس أمريكا في المستقبل كون الوحدة العربية تملك مقومات بشريه واقتصاديه وعلميه هائلة تمكنها أن وجدت الاراده إلى منافسة أمريكا ... أما إيران فلم تدخر جهدا في الاصطياد في المياه العكرة وسعت إلى جني الثمار من خلال دعمها الإعلامي والمعنوي لهذه الثورات وذلك بهدف استغلال الأمور لصالحها ولصالح خلق واقع تستطيع من خلاله الهيمنة على الوطن العربي لإقامة الجمهورية الإسلامية الشيعية الكبرى من هنا ومن منطلق هذه الحقائق فأننا كشعب عربي يجب علينا أن نضع النقاط على الحروف ونعمل بكل جهدنا لحماية هذه الثورات من الانحراف نحو المعسكر الأمريكي أو المعسكر الإيراني وعلينا أن ندرك تماما أن أمريكا وحليفتها إسرائيل وإيران كذلك لا تريد الخير لنا بل تسعى إلى انتهاز الفرص واستغلالها لتحقيق مصالحها ومصالح حلفائها .
ومن هنا ومن منطلق الاستقراء الواقعي لكل ما يحدث نرى أن الثورات العربية تسير في نفق مظلم وان التدخلات الدولية والخارجية تسعى إلى وضع سقف لهذه الثورات سقف يضمن لإسرائيل البقاء ولا يشكل أي تهديد لها ولوجودها ويضمن للهيمنة الأمريكية الديمومة والاستمرار في الشرق الأوسط وعليه هناك واجب قومي وديني واجتماعي وإنساني على حماية هذه الثورات ووضع استراتيجيه ثابتة لها بحيث يكون هدفها واضح ويقسم على جميع الشعوب العربية وعليه يجب أن تكون الشعارات واحده وهي الوطن العربي ملك للعرب ولا يحق لأحد غير العرب من تقرير مصيره والشعار الثاني الكرامة العربية تسوجب الوحدة العربية وتحرير فلسطين والعراق والأراضي المحتلة من سوريا ولبنان وتحرير الأراضي العربية من الهيمنه الأمريكية والإيرانية والشعار الثالث وطن عربي واحد مستقل وحر وغير مقسم يضمن الحريات العامة ويكفل ويدعم أبجديات التطور والتقدم والرقي والشعار الرابع لا للفئوية والطائفية والحزبية ونعم لوطن عربي موحد بقيادة واحده وعلم واحد وجيش واحد .